[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحرصُ
على تعويدِه على مراقبةِ الله، وغرسُ ذلك في نفسِه كلَّ لحظةٍ، وتخويفُه
بالله سبحانه وتعالى لا بأبيه ولا بالحرامي ولا بالبعبعِ كما تفعلُ كثيرٌ
من الأمَّهاتِ، فإنَّ الصَّغيرَ يتعلَّقُ بالله،
فلا
يرجُو إلا الله ، ولا يخافُ إلا الله . وهذا ما يسمِّيه علماءُ التَّربيةِ
بالوازعِ الدينيِّ ، وهذا جانبٌ مهمٌّ جداً يغفلُ عنه الآباءُ والأمَّهاتُ
، واسمع لقولِ الحقِّ عز وجل حاكياً عن لقمانَ وهو يؤصِّلُ هذا الجانبَ في
نفسِ ولدِه ، يقول I على لسانِ لقمان } يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ
مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ
لَطِيفٌ خَبِيرٌ{ [لقمان:16]. انظُر للتَّربيَةِ العميقةِ التي تملؤُ نفسَ
الولدِ بعظمةِ الله ، بعظمةِ علمِ الله واطَّلاعِه عليه ، حتَّى وإن كانَت
هذه الحبَّةُ في حقارتِها لا وزنَ لها ولا قيمةَ ، ولو كانت هذه الحبَّةُ
داخلَ صخرةٍ صلبةٍ محشورةٍ ، أو كانت هذه الحبَّةُ في السماواتِ ذلك
الكيانِ الهائلِ الشَّاسعِ الذي يبدو فيه النجمُ الكبيرُ ذرَّةً تائهةً ،
فكيف بهذه الحبَّةِ الحقيرةِ ؟ أو حتَّى كانَت هذه الحبَّةُ في الأرضِ
ضائعةً ، فإنَّ الله I سيبديها ويظهرُها بلطيفِ علمِه ، فأين الآباءُ
والأمَّهاتُ عن هذه التَّربيةِ ؟! املأ قلبَ صغيرِكَ بخوفِ الله، وأخبره
بأنَّ الله يراه في كلِّ مكانٍ،وأنَّه مطَّلِعٌ عليه في كلِّ حالٍ، فإذا
كذبَ قُل له : إنَّ الله يعلمُ ما تُخفي ، وإنَّ الكاذبَ في النَّارِ ،
وإذا سرقَ فقُل له : إنَّ الله يراكَ وإنَّ الله يغضبُ على السَّارقِ ،
وإذا عصاك فقُل له : إنَّ الله يغضبُ عليك ، وإذا أطاعَك فقُل له : إنَّ
الله يُحبُّك ، هكذا في كلِّ أفعالِه ذكِّره بالله I . إذاً فلنربِّ
أبناءنا على هذا المنهجِ ، ثُمَّ بعدَ ذلك أطلِق له العنانَ ، فكلمَّا
حدَّثَته نفسُه بأمرِ سوءٍ تذكَّرَ أنَّ الله عز وجل معه يراه ويعلمُ ما
يصنعُ . ويؤكِّدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هذا المنهجِ ، فنجدُه
يوصي ابنَ عبَّاسٍ وهو صغيرٌ ، فيقولُ له صلى الله عليه وسلم " يا غلامُ -
وفي روايةٍ : يا غليّم - إنِّي أعلِّمُك كلماتٍ ، احفظِ الله يحفَظْك ،
احفظِ الله تجدْه أمامَك ، إذا سألتَ فاسألِ الله ، وإذا استعنتَ فاستعِن
بالله ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعُوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لن
يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك ، وأنَّ الأمَّةَ لو اجتمعُوا على
أن ينفعُوك بشيءٍ لن ينفعُوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبَه الله لكَ ، رُفِعَت
الأقلامُ وجَفَّت الصُّحُفُ "[1]. هكذا كان صلى الله عليه وسلم يغرسُ هذه
المعاني الجميلة في نفسِ ابن عبَّاسٍ وهو صغيرٌ . حَمَّادُ بن زيدٍ يقولُ
: كنتُ أسيرُ مع أبي فمرَرنا من جدارٍ فيه تبنٌ فأخذتُ عودَ تبنٍ ، فقال
لي أبي : لِمَ أخذت ؟! – ينهرُني – فقلتُ : إنَّه عودُ تبنٍ ! فقال أبي :
لو أنَّ النَّاسَ كلَّهم مرُّوا من هاهنا فأخذُوا عودَ تبنٍ هل كان يبقى
في الجدارِ تبنٌ يا بُنَيَّ ؟! هكذا كانوا يربُّونَهُم على الأمانة حتى في
أحقرِ الأشياءِ ، لا تمتدُّ اليدُ على أحقرِ الأشياءِ حتى إذا كبرَ لا
تمتدُّ يدُه على أيِّ شيءٍ مهما كان صغيراً أو كبيراً . سهلُ التَّستُري
يقولُ : كنتُ مع خالي صغيراً وأنا ابن ثلاثِ سنين وكان يقولُ لي: انظُر
ألا تذكرُ الله الذي خلقَك ؟ قال : كيف أذكرُه ؟ قال لي خالي محمَّد بن
سِوار : قُل بقلبِكَ من غيرِ أن تحرِّكَ به لسانَك : اللهُ معي ، اللهُ
ناظرٌ إليَّ ، اللهُ شاهدي ، ثلاثاً ثُمَّ سبعاً ثُمَّ أحد عشر . تأصيلُ
رقابةِ الله عزَّ وجلَّ في نفسِ الصَّغيرِ حتَّى وإن كان ابن ثلاثِ سنين !
بائعةُ اللَّبَنِ تقولُ لأمِّها : يا أمَّاه إن كان أميرُ المؤمنين لا
يرانا فإنَّ ربَّ أميرِ المؤمنين يرانا . فعلِّمِ الصَّغيرَ من هو الله ،
وأنَّه هو الذي خلقَه وأنعمَ عليه ، ليمتلئَ قلبُه بحبِّ الله ، فيحرصَ
بعدَ ذلك ألا يغضبَ الله بقولٍ أو فعلٍ. ذكرَ ابنُ سعدٍ في
الطَّبقاتِ:أنَّ أمَّ سُليمٍ كانَت تلقِّنُ أنساً ولدَها الشَّهادتين قبلَ
أن يبلغَ سنتين
الحرصُ
على تعويدِه على مراقبةِ الله، وغرسُ ذلك في نفسِه كلَّ لحظةٍ، وتخويفُه
بالله سبحانه وتعالى لا بأبيه ولا بالحرامي ولا بالبعبعِ كما تفعلُ كثيرٌ
من الأمَّهاتِ، فإنَّ الصَّغيرَ يتعلَّقُ بالله،
فلا
يرجُو إلا الله ، ولا يخافُ إلا الله . وهذا ما يسمِّيه علماءُ التَّربيةِ
بالوازعِ الدينيِّ ، وهذا جانبٌ مهمٌّ جداً يغفلُ عنه الآباءُ والأمَّهاتُ
، واسمع لقولِ الحقِّ عز وجل حاكياً عن لقمانَ وهو يؤصِّلُ هذا الجانبَ في
نفسِ ولدِه ، يقول I على لسانِ لقمان } يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ
مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ
لَطِيفٌ خَبِيرٌ{ [لقمان:16]. انظُر للتَّربيَةِ العميقةِ التي تملؤُ نفسَ
الولدِ بعظمةِ الله ، بعظمةِ علمِ الله واطَّلاعِه عليه ، حتَّى وإن كانَت
هذه الحبَّةُ في حقارتِها لا وزنَ لها ولا قيمةَ ، ولو كانت هذه الحبَّةُ
داخلَ صخرةٍ صلبةٍ محشورةٍ ، أو كانت هذه الحبَّةُ في السماواتِ ذلك
الكيانِ الهائلِ الشَّاسعِ الذي يبدو فيه النجمُ الكبيرُ ذرَّةً تائهةً ،
فكيف بهذه الحبَّةِ الحقيرةِ ؟ أو حتَّى كانَت هذه الحبَّةُ في الأرضِ
ضائعةً ، فإنَّ الله I سيبديها ويظهرُها بلطيفِ علمِه ، فأين الآباءُ
والأمَّهاتُ عن هذه التَّربيةِ ؟! املأ قلبَ صغيرِكَ بخوفِ الله، وأخبره
بأنَّ الله يراه في كلِّ مكانٍ،وأنَّه مطَّلِعٌ عليه في كلِّ حالٍ، فإذا
كذبَ قُل له : إنَّ الله يعلمُ ما تُخفي ، وإنَّ الكاذبَ في النَّارِ ،
وإذا سرقَ فقُل له : إنَّ الله يراكَ وإنَّ الله يغضبُ على السَّارقِ ،
وإذا عصاك فقُل له : إنَّ الله يغضبُ عليك ، وإذا أطاعَك فقُل له : إنَّ
الله يُحبُّك ، هكذا في كلِّ أفعالِه ذكِّره بالله I . إذاً فلنربِّ
أبناءنا على هذا المنهجِ ، ثُمَّ بعدَ ذلك أطلِق له العنانَ ، فكلمَّا
حدَّثَته نفسُه بأمرِ سوءٍ تذكَّرَ أنَّ الله عز وجل معه يراه ويعلمُ ما
يصنعُ . ويؤكِّدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هذا المنهجِ ، فنجدُه
يوصي ابنَ عبَّاسٍ وهو صغيرٌ ، فيقولُ له صلى الله عليه وسلم " يا غلامُ -
وفي روايةٍ : يا غليّم - إنِّي أعلِّمُك كلماتٍ ، احفظِ الله يحفَظْك ،
احفظِ الله تجدْه أمامَك ، إذا سألتَ فاسألِ الله ، وإذا استعنتَ فاستعِن
بالله ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعُوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لن
يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك ، وأنَّ الأمَّةَ لو اجتمعُوا على
أن ينفعُوك بشيءٍ لن ينفعُوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبَه الله لكَ ، رُفِعَت
الأقلامُ وجَفَّت الصُّحُفُ "[1]. هكذا كان صلى الله عليه وسلم يغرسُ هذه
المعاني الجميلة في نفسِ ابن عبَّاسٍ وهو صغيرٌ . حَمَّادُ بن زيدٍ يقولُ
: كنتُ أسيرُ مع أبي فمرَرنا من جدارٍ فيه تبنٌ فأخذتُ عودَ تبنٍ ، فقال
لي أبي : لِمَ أخذت ؟! – ينهرُني – فقلتُ : إنَّه عودُ تبنٍ ! فقال أبي :
لو أنَّ النَّاسَ كلَّهم مرُّوا من هاهنا فأخذُوا عودَ تبنٍ هل كان يبقى
في الجدارِ تبنٌ يا بُنَيَّ ؟! هكذا كانوا يربُّونَهُم على الأمانة حتى في
أحقرِ الأشياءِ ، لا تمتدُّ اليدُ على أحقرِ الأشياءِ حتى إذا كبرَ لا
تمتدُّ يدُه على أيِّ شيءٍ مهما كان صغيراً أو كبيراً . سهلُ التَّستُري
يقولُ : كنتُ مع خالي صغيراً وأنا ابن ثلاثِ سنين وكان يقولُ لي: انظُر
ألا تذكرُ الله الذي خلقَك ؟ قال : كيف أذكرُه ؟ قال لي خالي محمَّد بن
سِوار : قُل بقلبِكَ من غيرِ أن تحرِّكَ به لسانَك : اللهُ معي ، اللهُ
ناظرٌ إليَّ ، اللهُ شاهدي ، ثلاثاً ثُمَّ سبعاً ثُمَّ أحد عشر . تأصيلُ
رقابةِ الله عزَّ وجلَّ في نفسِ الصَّغيرِ حتَّى وإن كان ابن ثلاثِ سنين !
بائعةُ اللَّبَنِ تقولُ لأمِّها : يا أمَّاه إن كان أميرُ المؤمنين لا
يرانا فإنَّ ربَّ أميرِ المؤمنين يرانا . فعلِّمِ الصَّغيرَ من هو الله ،
وأنَّه هو الذي خلقَه وأنعمَ عليه ، ليمتلئَ قلبُه بحبِّ الله ، فيحرصَ
بعدَ ذلك ألا يغضبَ الله بقولٍ أو فعلٍ. ذكرَ ابنُ سعدٍ في
الطَّبقاتِ:أنَّ أمَّ سُليمٍ كانَت تلقِّنُ أنساً ولدَها الشَّهادتين قبلَ
أن يبلغَ سنتين